إتيكيت تقديم القهوة: رمز الضيافة والأصالة العربية
إتيكيت تقديم القهوة: رمز الضيافة والأصالة العربية
القهوة و دلة قهوة عربي جزءًا لا يتجزأ من ثقافة الضيافة في العالم العربي، خصوصًا في منطقة الخليج. فهي ليست مجرد مشروب، بل طقس يحمل في طياته أصولاً وتقاليد عريقة. وإتقان إتيكيت تقديم القهوة يُظهر الاحترام والتقدير للضيف، ويعكس رُقي المضيف وأصالته. في هذا المقال نستعرض أبرز قواعد وطقوس تقديم القهوة العربية على أصولها.

1. تحضير القهوة بعناية

إعداد القهوة هو أولى خطوات الضيافة. يجب اختيار نوع البن بعناية (غالبًا ما يُستخدم البن العربي الخفيف المحمّص)، وإضافة الهيل أو الزعفران بحسب الذوق. وتُغلى القهوة في "الدلة" الخاصة بها وتُصفى لتكون خفيفة وخالية من الشوائب.

2. تسلسل التقديم

في التقاليد العربية، يبدأ تقديم القهوة من الضيف الأكبر سنًا أو الأكثر مكانة، وهذا من أصول الاحترام. تُصب القهوة في "فنجان صغير" غالبًا دون تعبئته كاملًا، إشارة إلى الكرم، ويُعاد تعبئته ما دام الضيف لم يشر إلى الاكتفاء.

3. طريقة إمساك الدلة والفنجان

من قواعد الإتيكيت أن تُمسك الدلة باليد اليسرى ويُقدم الفنجان باليمنى، لأن اليد اليمنى هي المعتمدة في تقديم الأشياء الكريمة. يجب أن يكون تقديم القهوة برفق وهدوء، مع تجنب إصدار أي صوت عند صبها.

4. الإشارة إلى الاكتفاء

عندما يكتفي الضيف من شرب القهوة، يُرجّ الفنجان بهدوء عند إعادته إلى المضيف. هذه الحركة البسيطة تُعبّر عن شكره ورفضه لمزيد من القهوة دون الحاجة للكلام.

5. دور "الصبّاب"

في بعض المجتمعات، هناك من يُخصّص لتقديم القهوة ويُعرف بـ"الصبّاب" أو "القهوجي". يجب أن يكون مهندمًا، لبقًا، هادئ الحركة، ويقف دائمًا في وضع استعداد لتعبئة الفناجين دون تأخير.

6. مرافقة التقديم بعبارات الترحيب

يُستحب أن يرافق تقديم القهوة كلمات ترحيبية مثل "صحتين"، "هلا وغلا"، أو "سمّ"، ما يُضفي على اللحظة طابعًا ودودًا ومليئًا بالاحترام.

7. متى تُقدَّم القهوة؟

عادةً تُقدَّم القهوة في بداية اللقاء، وقد يُتبعها تقديم التمر أو الحلويات. وفي بعض المجالس، تُقدَّم القهوة مرة أخرى عند الختام، خاصة إن طال اللقاء، وهو دليل على حسن الوداع أيضًا.

8. الاحترام في كل التفاصيل

يُعد احترام الضيف من خلال تقديم القهوة في فنجان نظيف، وتبديله بين كل ضيف، من أبجديات الإتيكيت. كما يجب أن يُقدَّم الفنجان دون لمس حافته، احترامًا لنظافة الضيف. إتيكيت تقديم القهوة ليس مجرد أداء لواجب الضيافة، بل هو فنّ يحمل في تفاصيله الكثير من الذوق والاحترام والتقاليد. وكلما كان التقديم راقياً ومدروساً، ترك انطباعاً لا يُنسى لدى الضيوف. فالقهوة ليست فقط ما يُشرب، بل ما يُحكى ويُحسّ.